تستمر السودان في سعيها الحثيث لترسيخ التطبيع المخزي مع الاحتلال الإسرائيلي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية وذلك من أن تم الإعلان عنه في أكتوبر من العام الماضي برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
1/ مشروع سوداني إسرائيلي في البحر الأحمر
دخل التطبيع السوداني الإسرائيلي فصلا جديدا من خلال إقرار التطبيع البيئي بين الطرفين.
فقد أبحرت بعثة عملية إسرائيلية من ميناء إيلات باتجاه ميناء بورسودان السوداني على البحر الأحمر، لإطلاق ما يقول باحثون إسرائيليون إنه مشروعاً مشتركاً مع باحثين سودانيين من شأنه المساعدة في الحفاظ على الشعاب المرجانية الفريدة في البحر الأحمر.
وبدأ التجهيز للمشروع البحثي المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في الفترة التي سبقت التطبيع الرسمي بين الطرفين وذلك بوساطة وتمويل من الحكومة السويسرية, قبل أن يمثل التطبيع المخزي دفعة إيجابية لهذا التعاون الثنائي.
2/ السير نحو التطبيع العلمي بين الخرطوم و”إسرائيل”
ويشكل التعاون بين الباحثين الإسرائيلين والسودانيين في مجال العلوم البئيية فاتحة لإقرار التطبيع العلمي
بين السودان والاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص والباحثين الإسرائيليين والعرب بشكل عام.
فكثيرا ما وظف الإسرائيليون تفوقهم العلمي والتكنولوجي لربط علاقات دبلوماسية مع الدول العربية
وذلك من خلال إغراء العرب بالدعم التكنولوجي نظير نيل الاعتراف بهم وإقامة علاقات رسمية معهم.
3/ الاحتلال يستهدف خيرات الشعب السوداني
تراهن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع التطبيع مع السودان على تحقيق غزو اقتصادي
للبلد العربي والأفريقي الغني بثرواته الطبيعية.
إذ يرغب الإسرائيليون في وضع اليد على مقدرات وخيرات الشعب السوداني من خلال بسط هيمنتهم
على الأراضي الزراعية السودانية واستغلال ثروات البلد في القطن والماعز والمياه.
كما تعمل تل أبيب على الاستفادة من الحدود الجغرافية للسودان مع 7 دول أفريقية لضمان أسواق جديدة لمنتجاتها من خلال توظيف الموانئ والمعابر البرية للبلد.
4/ السودان يدير ظهره لفلسطين
أدار السودان منذ توقيع التطبيع المخزي مع المحتل الإسرائيلي ظهره إلى الحقوق الفلسطينية
حيث قايضها بجملة من المكاسب الاقتصادية والسياسية الآنية غير المضمونة.
فقد اكتفت الخرطوم بمجرد بيانات جوفاء في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة في القدس والمسجد الأقصى.
كما سارعت إلى بدء إجراءات إلغاء قانون مقاطعة “إسرائيل” في تبييض مفضوح لجرائم المحتل.