تستمر الإمارات العربية المتحدة في طرق أبواب التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والصحية لتثبت أن خيار ارتمائها في أحضان المحتل الإسرائيلي خيار استراتيجي لا ارتداد عنه رغم الهزات التي طالت علاقات الفينة والأخرى في الفترة الماضية.
تطبيع على مستوى الأعضاء البشرية
فتحت أبوظبي صفحة جديدة في تطبيعها مع تل أبيب بعد أن ألحقت مجال الأعضاء البشرية بركب صفقات التطبيع المخزي المبرم مع الإسرائيليين قبل نحو عام بوساطة أمريكية.
فقد أجريت هذا الأسبوع أول عملية تبادل زرع كلى بشرية بين إسرائيليين وإماراتيين في إطارها تلقت شابة إسرائيلية كلية من متبرع إماراتي في حين حصل مواطن إماراتي على كلية من متبرعة إسرائيلية.
ونفذت العملية بتعاون ثلاثة مستشفيات إسرائيلية وهي “بلينسون، رامبام، شيباتل هشوم بينما وصف مستشفى رامبام الحدث بالتاريخي في منطقة الشرق الأوسط.
خطوة لتبييض الاحتلال الإسرائيلي
وعمد الإماراتيون من خلال إجراء تبادل زرع كلى بشرية مع الإسرائيليين إلى تلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي داخل الإمارات والعالم العربي من خلال محاولة تقديم الاحتلال في شكل المؤمنة بالإنسانية والتعاون من أجل إنقاذ الأرواح البشرية في وقت تحصد فيه آلة الإجرام الإسرائيلي بصورة مستمرة أرواح الشعب الفلسطيني وتستهدف فيه بشكل ممنهج المنظومة الصحية الفلسطينية.
تنامي التطبيع الطبي بين أبوظبي وتل أبيب
أبرمت الإمارات في غضون أشهر من التطبيع العديد من الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في المجال الطبي.
إذ وقّع مركز “شيبا” الطبي في “إسرائيل” وشركة “أبيكس الوطنية للاستثمار” في الإمارات اتفاقية أولية، لتعزيز تقنيات الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج.
كما أمضت دائرة الصحة أبوظبي مذكرة تفاهم مع “خدمات الصحة الشاملة” “كلاليت”، أكبر مزوّد للرعاية الصحّية في إسرائيل وثاني أكبر مزود للرعاية الصحية عالمياً، وتهدف المذكرة إلى المزيد من التعاون بين البلدين في القطاع الصحي وتبادل الخبرات في الرعاية الصحية.
الإمارات تدير ظهرها للقطاع الصحي الفلسطيني
بمقابل انخراطها القوي في التطبيع الطبي مع الاحتلال الإسرائيلي, أدار حكام الإمارات المطبعون بظهورهم للقطاع الصحي الفلسطيني الذي يواجه معضلات متعددة أولها الاستهداف المتكرر والممنهج من الاحتلال للمؤسسات الصحية وأطقم الإسعاف إضافة إلى العجز المالي وتراجع الدور الصحي لمنظمة الأونروا.
وفي هذا الصدد قررت الإمارات تخفيض حجم تمويلاتها للأونروا من خمسين مليون دولار إلى مليون دولار فقط ما فاقم من أزمة التمويلات للمؤسسات الصحية الفلسطينية.
كما أحجم حكام الإمارات عن تقديم أي مساعدات للفلسطينيين في مواجهة فيروس كورونا المستجد.