سجن تلموند.. يخفي مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.…
يتعرض الأطفال الفلسطينيون الأسرى لممارسات لا إنسانية حيث يُزجّون في مراكز توقيف وسُجون تفتقر للمقوّمات الإنسانية. ويحرمون من أبسط حقوقهم التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية، حيث يشتكون من تعرضهم للتنكيل والاعتداءات ويقدمون للمحاكم العسكرية وتفرض عليهم أحكام جائرة.
من بين هذه السجون، سجن تلموند الذي كان تابعا للانتداب البريطاني قبل النكبة، واليوم يعتقل فيه الاحتلال عددا كبيرا من الأطفال الفلسطينيين يتعرّضون بين جدرانه لأبشع أنواع الانتهاكات.
سجّانات سحاقيات وسجّانون مُعتدون:
كشفت مئات الأسيرات في سجن تلموند الإسرائيلي عن الفظائع والممارسات غير الأخلاقية التي ترتكب بحقّهن من السجانين والسجانات الإسرائيليات.
وأكّدت إحدى الأسيرات أن التفتيش يتم عن طريق سجّانتين أو ثلاث بطريقـة استعراضية، حيث تأمرنهن بالانحنـاء وفتـح الأرجل وهنّ عاريات كما خلقن، وتتعرّضن لتفتيش عار ومذل.
هذا ويعتدي السجّانون يعتدون على الأسيرات ويركزون على أماكن حساسة بأجسادهن.
وحسب المعتقلات، فقد فوجئن عدة مرات بدخول سجانين رجال إلى غرفهن في الليل وبشكل مفاجئ مما يمس بكرامتهّن الإنسانية.
إرغام الأسرى الأطفال على العمل الشاق:
تعمل إدارة سجن تلموند الإسرائيلي على استغلال الأطفال والفتيان من خلال إجبارهم على ممارسة أعمال “السخرة “، حيث يجبر الأطفال على العمل لمدة ثماني ساعات لقاء حصوله على خمسة شواقل يوميا.
ويأتي الجنود إلى الغرف الساعة السابعة صباحا و يجبرون الأسرى على الخروج منها حيث يقومون بتقييد أرجل الأطفال بالسلاسل ومن ثم يجرّونهم إلى داخل نفق تابع للسجن مخصص لتأدية العمل فيه .
وعلى كل أسير أن يقوم بتعبئة وتغليف ملاعق بلاستيكية داخل صناديق مخصصة لها حيث يمضي الأسير طيلة الوقت وهو واقف على قدميه أثناء تأدية العمل تحت حراسة الجنود.
حالات مرضية وإهمال طبي متعمد:
يشتكي العديد من الأسرى والأسيرات من سياسة الإهمال الطبي الذي يتعرّضون له، حيث أن الدواء الوحيد الذي يقدّمونه لهم هو الماء دون وجود أطباء مختصين داخل السجن.
ويضرب الأسرى الأطفال المرضى وزملائهم الذين يطلبون العلاج لهم وتقديم العلاج الطبي عنوة لهم أصبحت من الممارسات الشائعة بحق الأطفال الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
إضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحالات المرضية التي تحتاج إلى علاج، فالطفل نبيل عابدين على سبيل المثال عانى منذ سنوات من آلام نتيجة لوجود حجارة في كليته دون أن يقدم له أي علاج، ففي إحدى المرّات التي عانى منها نبيل من نوبة مغص كلوي حيث كان يصرخ من شدة الألم قام أحد المعتقلين الآخرين بالنداء من أجل أن يسمعه السجانون، ونتيجة لذلك تم الاعتداء على الطفل الذي نادى على السجانين وأخذ إلى الزنزانة الانفرادية.
ومن الحالات المرضية الأخرى ممن يُعانون من فقر الدم وهبوط في السكري، ومن قرحة في المعدة وديسك في الظهر ومن يعاني من من الكلى وأزمة في التنفس.
حشرات داخل غرف غير صحية:
تنتشر الحشرات داخل غرف الأسرى والأسيرات مثل الصراصير والنمل والبعوض ولا تقوم إدارة السجن بتزويد الأسيرات بالمبيدات الحشرية، ووصفت الأسيرات غرف السجن بأنها ضيقة ومليئة بالرطوبة والشبابيك مغلقة لا يدخلها الهواء الطبيعي…ويجد العديد من الأسرى في الأكل صراصير.
بينما تتشدق حكومة الاحتلال الإسرائيلي باهتمامها في حقوق الإنسان وحقوق الأطفال والإنسان وإلى جانبها بعض مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، يُمارس الاحتلال أبشع أنواع التعذيب والتنكيل في حق أطفال في عمر الزهور.