استغل الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود من الزمن علاقاته المعلنة والسرية مع عدد من الأنظمة العربية لبسط نفوذه في المنطقة ومنع أي محاولة لتشكيل أحلاف عربية إسلامية تدعم النضال الفلسطيني ضده.
وفي السياق ذاته يحاول الإسرائيليون كمعادتهم، توظيف التطبيع مع النظام الملكي المغربي لتحقيق جملة من المكاسب الجيوستراتيجية في منطقة المغرب العربي خصوصا وأفريقيا عموما.
1/ استهداف الجزائر بخط عسكري مغربي إسرائيلي
كشف مسؤول جزائري رفيع المستوى رفض الإفصاح عن اسمه لإحدى الصحف الجزائرية، أن الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب -الأولى من نوعها لوزير خارجية إسرائيلي منذ توقيع اتفاقيّة التطبيع- تم التباحث فيها مع المسؤولين المغاربة لإنشاء خط عسكري مغربي إسرائيلي موجه ضد الجزائر.
2/ التطبيع المغربي وسيلة للإضرار بأمن الجزائر
وتشير مجمل المعطيات المترتبة عن التطبيع الأمني والعسكري بين الرباط وتل أبيب أن اتفاق التطبيع بات تهديدا استراتيجيا للاستقرار الأمني والسياسي في الجارة الجزائر.
وتتقاطع المواقف المغربية والإسرائيلية عند العداء للجزائر بسبب رفضها الانخراط في موجة الربيع العربي المخزي وتحالفاتها الإقليمية الداعمة للمناضلين الفلسطينيين إضافة إلى قيادتها تحركات دبلوماسية نشيطة لطرد الاحتلال الإسرائيلي من الاتحاد الأفريقي.
وتحوّلت المغرب منذ التطبيع إلى منصة إسرائيلية متقدمة للتجسس على الجزائر واستهداف الأوضاع الأمنية داخلها خصوصا مع منح الإسرائيليين المسؤولين المغاربة برنامج “بيغاسوس” للتجسس وما ثبت لاحقا من تجسس مغربي على نشطاء وإعلاميين جزائريين.
3/ المغرب العربي هدف “إسرائيل” الأكبر من التطبيع مع المغرب
لئن يشكل استهداف الجزائر لمواقفها المتصلبة من التطبيع العربي ودعم الحقوق الفلسطينية هدفا آنيا للحكومة الإسرائيلية وذلك باستغلال ورقة العلاقات الرسمية مع المغرب، فإنّ التطبيع المغربي المخزي سمح للإسرائيليين بأن يكون لهم موطأ قدم داخل المغرب العربي في ظل رفض معظم دوله وهي ليبيا وتونس وموريتانيا والجزائر ركوب قطار التطبيع.
وسيفتح التطبيع بين “إسرائيل” والمغرب الباب أمام الاحتلال لإقامة الدسائس والتلاعب بالأمن القومي لدول المغرب العربي إضافة إلى منع أي إمكانية لإحياء اتحاد المغرب العربي الذي يعيش حالة موت سريري بطبعه.
كما سيعمل الاحتلال الإسرائيلي على توظيف شراكاته مع المغرب في عديد المجالات الاقتصادية والثقافية للولوج إلى الدول المغاربية ومحاولة دفعها إلى التطبيع بشكل تدريجي وبصور غير مباشرة.
4/ شعوب المغرب العربي ثابتة في دعم فلسطين
رغم الإصرار الإسرائيلي على استغلال ورقة التطبيع المخزي مع المغرب لتحقيق مكاسب أمنية وسياسية ومعنوبة داخل المغرب العربي فإن الشعوب المغاربية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك في الفترة الماضية، أنها عصية على الاختراق الإسرائيلي الناعم وأنّها مستمرة في نهج الدفاع عن فلسطين ومقدساتها والانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الغاشم.