
لم تكن خطوات الدول العربية المتسارعة في الفترة الأخيرة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي سوى تأكيد عملي للاستسلام لهيمنة الاحتلال الإسرائيلي والإقرار بشرعيّة جرائمه في الأراضي المحتلّة وتشجيعه على التّمادي في ارتكاب المزيد منها، بتوجيهات ورعاية أمريكية، وتحقيقا للمصالح والأهداف الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية.
فبينما تتعمّّق هذه الاتفاقيات وتتزايد كلّ يوم أكثر، هدم الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 70 مبنى في مدينة القدس المحتلة فقط منذ بداية العام الجاري، في تصاعد خطير لعمليات هدم المنازل الفلسطينية ومخططات لإخلاء منازل أخرى واعتقالات ومحاولة فرض حقائق جديدة على الأرض المقدّسة.
الاحتلال هدم 31 مبنى فلسطينيا في أسبوعين
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي و صادرت 31 مبنى فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين، من بينها عائلة سمرين التي أجبرتها بلدية الاحتلال في القدس اليوم على هدم منزلها ذاتيا في حي وادي حلوة بسلوان في القدس.
وأدّت عمليات الهدم الأخيرة لتهجير 32 شخصا من بينهم 14 طفلا، وإلحاق الضرر بنحو 680 آخرين، وهدمت بناية من طابق واحد على يد أصحابها، مما أدى إلى تهجير 4 أسر مؤلفة من 15 شخصا في حي شعفاط بالقدس المحتلة.
وجاء ذلك، بعد صدور قرار نهائي عن المحكمة الإسرائيلية العليا، وقضت فيه بأن المستوطنين يملكون الأرض التي كانت البناية مقامة عليها، وأمهلت الأسر 20 يوما لإخلاء منازلهم.
100 عائلة مقدسيّة تواجه مخاطر الهدم والتهجير:
لا تزال إلى حد هذه اللحظة 100 عائلة فلسطينية، تواجه مخاطر التهجير القسري بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدم عشرات المنازل في حي البستان بسلوان، توطئة لإقامة حديقة توراتية على أنقاض هذه المنازل.
وفي الآن ذاته تتسارع وتيرة الاستيطان في منطقة قلنديا، حيث تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة 9000 وحدة استيطانية على أرض مطار القدس الدولي.
التطبيع العربي الإسرائيلي.. يزيد من جرائم الاحتلال
في الوقت الذي يتغنّى فيه الاحتلال بعبارات السلام والتّسامح الزائف مع الدّول العربيّة المطبّعة، لا يزال المقدسيون يعانون بشكل يومي من سياسات التمييز التي يمارسها الاحتلال بحقهم في مختلف أوجه الحياة.
فبينما يعيش 210 آلاف مستوطن في 15 مستوطنة غير شرعية في القدس يعاني المقدسيون من نقص في الوحدات السكنية بنحو 43 ألف وحدة، وهناك 60 ألفا منهم معرضون لخطر هدم منازلهم.
تصرّ الإمارات والمغرب وباقي الأنظمة العربيّة الموقّعة على اتفاقيّات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على الخطيئة الكبرى بحق الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة الرافضة تمامًا لكل أشكال التعامل والتطبيع مع الاحتلال.
وهو ما من شأنه ليس فقط إعطاء غطاء رسمي للعدو الإسرائيلي لارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، بل يشجعه على ارتكاب المزيد منها، واستكمال مشاريعه التهويدية العنصرية المتطرفة.
ولن ينسى التّاريخ أنه في الآن ذاته الذي يدمر فيه الاحتلال الإسرائيلي البيوت فوق رؤوس ساكنيها تحت مرأى ومسمع العالم أجمع، فتحت الإمارات ل”إسرائيل” جناحا يمتدّ على مساحة 1500 متر مربّع في معرض “إكسبو دبي” للترويج لروايتها الزائفة للزوار الوافدين من كل أقطار العالم.