بينما تواصل الإمارات العربية المتحدة سياساتها الهادفة إلى إنشاء تحالف استراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي يشمل جميع المجالات ومختلف القطاعات، تشهد علاقات النظام الإماراتي تأزما متعاظما مع الحليف والجار المملكة العربية السعودية وذلك جراء عدّة ملفات من بينها التطبيع وتباين الرؤى في عدد من ملفات المنطقة.
1/ التقارب الإماراتي الإسرائيلي يزعج السعودية
لئن رحبت السعودية في الكواليس بإبرام الإمارات والبحرين اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية قبل أن يبدى المشرفون على القرار الرسمي بالمملكة ترحيبا علنيا بالتطبيع، إلا أنّ موقفها الرسمي سرعان ما تغير في الفترة الماضية في ظل خشية حكام السعودية من أن تدفع المملكة ضريبة التقارب الإماراتي الإسرائيلي سواء من ناحية نفوذها في المنطقة العربية والخليجية أو على المستوى الاقتصادي.
إذ دخلت السعوديون في خلاف اقتصادي حاد مع الإماراتيين حول خطة لزيادة إنتاج النفط تدعمها الرياض وموسكو، فيما رفضتها بقوة أبوظبي ودعت إلى إعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية الاتفاق في أبريل.
على صعيد آخر قررت المملكة العربية السعودية استبعاد السلع المنتجة في المناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات إسرائيلية من الامتيازات الجمركية التفضيلية، الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة للإمارات الشريك الاقتصادي القوي للاحتلال الإسرائيلي.
2/ الإعلام المطبع محل خلاف جديد إماراتي سعودي
شكلت قناتا الحدث والعربية السعوديتان اللتان تتّخذن من دبي الإماراتية مقرا لبوق الدعاية لسياسات الإمارات والسعودية وأحد أبرز الأذرع الإعلامية العربية الداعمة لخيانة الحق الفلسطيني واتفاقيات التطبيع المخزية.
لكن هذا التحالف الإعلامي بين أبوظبي والرياض بدأ بالتفكك بعد أن أعلنت السعودية بدء إجراءات نقل مقر القناتين إلى السعودية في عملية ستتواصل لنصف سنة.
ويشكل القرار السعودي بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان، صفعة قوية لاقتصاد إمارة دبي.
إذ تؤجر قناة العربية أكبر استوديو وإيجارات بمبالغ ضخمة تقدر بنحو 700 ألف دولار، كما أن العاملين في القنوات السعودية يمثلون أكبر كتلة أجور في دبي، ما سيؤثر سلبا على سوق العقارات.
3/ خلافات حول رؤية البلدين للمناضلين في غزة
إضافة إلى رفض السعودية للتقارب الاقتصادي الإماراتي الإسرائيلي وقرار نقل أهم مؤسستين إعلاميتين للبلد من الإمارات إلى بلد الحرمين الشريفين، تعرف العلاقات السعودية الإماراتية توترا بسبب تباين الرؤى في عدد من ملفات المنطقة كالعلاقة بالنظام السوري والحرب في اليمن علاوة على الموقف من ح.م.ا.س.
ففي وقت تتبنى فيه الإمارات الرواية الإسرائيلية الإجرامية ضد المناضلين في قطاع غزة، تعتبر السعودية حركة ح.م.ا.س جزءا من المشهد السياسي الفلسطيني الواجب التعامل معه وإن كان بحذر.
وبرزت أوجه الاختلاف بين حكام الإمارات والسعودية في علاقة بالحركة خلال استضافة قناة العربية للقيادي بالحركة خالد مشعل.
فهل تمضي الإمارات في دعم علاقاتها مع الإسرائيليين على حساب الحليف والجار السعودي؟