بعد مضي عام تقريبا على توقيع اتفاقيات التطبيع المخزي بين البحرين والإمارات العربية المتحدة من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، يبدو أن النظام الملكي البحريني قد حسم أمره باتجاه جعل العلاقات مع الإسرائيليين ذات بعد استراتيجي وشاملة لكل المجالات الممكنة السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكريةالاقتصادية.
1/ سفير البحرين في “إسرائيل” يتسلم مهامه رسميا
وصل السفير البحريني إلى الاحتلال الإسرائيلي خالد يوسف الجلاهمة، إلى تل أبيب بالأراضي المحتلة، لتسلم مهامه الرسمية.
وأعرب السفير البحريني الذي بات أول سفير لبلاده لدى الاحتلال الإسرائيلي، عن افتخاره بهذه اللحظة التي وصفها بالتاريخية، مُعبّرا عن شكره لملك البحرين على اختياره له ليكون قائد العلاقة الدبلوماسية مع المحتل الإسرائيلي.
وخلّف ترحيب خالد يوسف الجلاهمة بالخطوة التطبيعيّة ببلاده ردود فعل متباينة، بين مرحب به من قبل الإعلام والشخصيات الإسرائيلية، وبين رافض بشدة لها من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي والإسلامي.
فقد وصف نشطاء منصات التواصل الخطوة بالخيانة وبأنها أتت على حساب دماء الشعب الفلسطيني الزكية.
2/ اتفاقيات تطبيعيّة اقتصادية رغم المعارضة الشعبية
على خطى حليفتها الإمارات العربية المتحدة وشريكتها في مستنقع التطبيع العربي,
عملت الحكومة البحرينية على توقيع جملة من الاتفاقيات التطبيعيّة في المجال
الاقتصادي والمالي.
وأمضت المنامة وتل أبيب، اتفاقية تنصّ على تعزيز التعاون في المعارض التجارية، وتبادل الخبراء في مختلف المجالات، وتبادل المعرفة، وتبادل الوفود، وعقد الندوات التجارية والمهنية، والتعاون في مجال المواصفات والتنظيم، وتشجيع التعاون في أوساط القطاع الخاص وتشجيع البحث والتطوير وغيرها.
كما كان للمؤسسات المالية البحرينية اتفاقات تطبيعية مع نظرائهم من الاحتلال الإسرائيلي، من ضمنها توقيع بنك البحرين الوطني، و”هبوعليم” (أكبر بنوك إسرائيل)، مذكرة تفاهم للتعاون المصرفي بين الجانبين، في أول اتفاقية مصرفية، منذ تطبيع العلاقات.
وشهدت هذه الاتفاقيات التطبيعيّة ردود فعل غاضبة من الشعب البحريني الذي انخرط في موجة مقاطعة واسعة للمؤسسات الاقتصادية المتورّطة في التطبيع.
3/ تعاون أمني وعسكري بين البحرين والاحتلال الإسرائيلي
لم تمض أشهر على توقيع التطبيع بين البحرين والاحتلال الإسرائيلي، حتى دخل الطرفان مرحلة التنسيق الأمني المكثف.
إذ اتفق وزيرا الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق أمير أوحانا، والداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة، على التعاون المشترك بين وزارتيهما.
بينما أعرب وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني عن رغبة بلاده في توسيع التعاون الأمني مع المحتل الإسرائيلي الذي تجمعه به عدّة ملفات مشتركة في المنطقة في إشارة لإيران وأبطال الصمود في غزة.
هذا وتصاعدت وتيرة الأخبار القائلة بقرب إعلان تحالف عسكري في المنطقة يضم كل من البحرين والإمارات والسعودية و”إسرائيل”.
4/ للتطبيع الثقافي كذلك مكان
لم تكتف البحريني بترسيخ التطبيع السياسي والاقتصادي والعسكري، بل سعت إلى تنمية التطبيع الثقافي والديني وفتحت بلادها أمام الغزو الثقافي الإسرائيلي ومشاريع تهويد المنطقة المتزامنة مع تهويد القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
وفي السياق ذاته، أعلن المستشار الدبلوماسي لملك البحرين ووزير الخارجية السابق خالد بن أحمد، عبر حسابه على “تويتر”: أن “صلاة السبت وتراتيل التوراة تعود إلى الكنيس اليهودي العتيق في قلب المنامة القديم لأول مرة منذ 1947”.
كما سبق للمنامة أن أنشأت محكمة حاخامية في البلاد بالتنسيق مع عرابة التطبيع العربي الإمارات العربية المتحدة.
وتقرر أن يوكل إلى المحكمة الحاخامية، مهمة الفصل في مختلف القضايا المجتمعية والأحوال الشخصية بين السكان اليهود في منطقة الخليج.
يأتي كل هذا في وقت تلازم فيه البحرين الصمت المطبق تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الفلسطينية المسيحية والإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.