تعيش 34 أسيرة فلسطينية مغيبات في سجون الاحتلال، حيث يعانين من ظروف اعتقالية ومعيشية قاسية ويتعرضون لكل اشكال الظلم والاضطهاد، ويفتقدن لأدنى الحقوق الإنسانية التي أقرتها القوانين الدولية والمنظمات الحقوقية، مع استمرار نضالهن ضد الاحتلال.
وقد صعّد الاحتلال في الشهور الأخيرة من انتهاكاته بحق الأسيرات بمصادرة حقوقهن، ومضاعفة عمليات الاقتحام للغرف والتنكيل ومصادرة أغراضهم البسيطة وفرض غرامات مالية عليهم بحجة مخالفة قوانين السجن كل ذلك تحت سمع وبصر المؤسسات الحقوقية التي تعنى بشؤون المرأة وتتباكى على حقوقها وكرامتها، ولكنها تغض الطرف، عن معاناة عشرات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ولا تتدخل لحمايتهم من جرائم الاحتلال المستمرة بحقهن.
ويعتقل الاحتلال يعتقل في سجن الدامون 34 اسيرة فلسطينية بينهن 7 أسيرات أمهات، إضافة إلى مسنات ومريضات، وجريحات، وجميعهن يتعرضون لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن و ساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة.
وكانت الأسيرات منى القعدان (50 عاما) من جنين، وشاتيلا أبو عيادة (28 عاما) من كفر قاسم بالداخل الفلسطيني المحتل، وأمل طقاطقة (27 عاما) من بيت لحم- قد أعلن الإضراب عن الطعام قبل أيام، حيث جاء الإضراب وقتها، لتحسين حياة الأسيرات في سجن “الدامون” المعتقل فيه قرابة 34 أسيرة فلسطينية.
تقول الأسيرة المحررة هيام الرجوب (40 عاما) من مدينة دورا جنوب الخليل والتي أفرج عنها الأسبوع الماضي، إن الأسيرة المضربة منى القعدان امتنعت كذلك عن تناول الدواء رغم معاناتها من أمراض الضغط والسكري وارتفاع في الكوليسترول.
وردت إدارة سجون الاحتلال على الأسيرات الثلاث المضربات بفرض عقوبات بمنع الزيارة عنهن، وصرف “الكانتينا” وغرامات مالية فرضت عليهن، كان أشدها على الأسيرة شاتيلا أبو عيادة بـ85 ألف شيكل، حسب هيام الرجوب.
وأمضت هيام 50 يوما في الأسر، منها 25 يوما مع الأسيرات في سجن “الدامون”، وتقول للجزيرة نت إنها شاهدت فيها الألم والمعاناة التي لا توصف، قبل الإفراج عنها تحت كفالة حضورها لمحاكم الاحتلال في أي وقت يتم طلبها فيه، رغم أنها زوجة الأسير سليم يوسف الرجوب الذي أمضى قرابة 10 سنوات داخل سجون الاحتلال.