وصل وفدٌ “إسرائيلي” رفيع المستوى، يوم الأربعاء الماضي، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبار، في خطواتٍ متسارعة نحو التطبيع وتمديد الخيانة، لحقوق العرب والفلسطينيين.
وجرت هذه الزيارة بالتنسيق مع القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو الذي كان في استقبال الوفد، حيث حطّت طائرته في شرم الشيخ قبل وصولها الخرطوم، قبل العودة إلى “تل أبيب”، في نفس اليوم.
ليست المرّة الأولى، فقد زار وفد رسمي “إسرائيلي” السودان في نوفمبر الماضي، حيث طلبت إدارة الرئيس جو بايدن من حكومة الاحتلال استخدام “علاقاتها الوثيقة مع زعيم الانقلاب السوداني والرئيس الفعلي الفريق عبد الفتاح البرهان لحث الجيش على إعادة الحكومة المدنية”.
يُعد البرهان شخصية محورية في عملية التطبيع بين الاحتلال “الإسرائيلي” والخرطوم، على مدار العامين الماضيين، فقد كان هو وجنرالات سودانيون آخرون ينسقون مع مسؤولي الاتصالات في مجلس الأمن “القومي الإسرائيلي” والموساد.
في المُقابل، وقبل أسبوعين من الانقلاب الذي جرى في (25 أكتوبر الماضي)، زار وفد عسكري سوداني الاحتلال “الإسرائيلي”وأجرى محادثات مع مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء المجرم نفتالي بينيت والموساد.
وتُعد السودان رابع دولةٍ عربية توقّع اتفاقيةً لتطبيع العلاقات مع الاحتلال “الإسرائيلي”، حيث تم ذلك عام 2020، برعايةٍ من الولايات المُتحدة، في إطار ما تُسمى اتفاقيات “أبراهام”، بعد أن انضمت إليها الإمارات والبحرين والمغرب، في استمرارٍ لقطار الخيانة والذل.
جاءت زيارة الوفد “الإسرائيلي” مع تواصل القمع والاعتقالات ضد لجان المقاومة المعارضة للانقلاب في السودان، حيث يرى خبراء ومحللون أنّ الاحتلال هو “كلمة السر” في كلّ أزمةٍ يعيشها السودان، فيحاول البرهان التخلص من الأزمة بمساعدة الاحتلال واستشارته.