تظاهر آلاف الإسرائيليين المحتلين، في العديد من المدن احتجاجًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، معربين عن دعمهم لمواطني الدولة الذين يتعرضون للهجوم من عدة جبهات، متناسين أنهم أنفسهم محتلين مستوطنين في أراضٍ مسروقة.
وخرجت التظاهرة الرئيسية مساء السبت الماضي في مركز تل أبيب، وتجمع مئات المتظاهرين وبدأوا مسيرة نحو السفارة الروسية، حيث أقيمت وقفة احتجاجية يوم الخميس الماضي.
وقبل المظاهرة، أغلقت الشرطة الاسرائيلية شارع “ياركون” وأبعدت المتظاهرين الذين جاؤوا للتعبير عن تعاطفهم مع الشعب الأوكراني وصرخوا للتنديد بالرئيس فلاديمير بوتين على بعد عشرات الأمتار.
هذه البجاحة والوقاحة، من المستوطنين الإسرائيليين، تتناسى جرائمهم بوجودهم في أرض الفلسطينيين المسروقة، كما تتناسى الجرائم اليومية التي تتم في الشيخ جراح وقطاع غزة والضفة والنقب المحتل.
في الوقت نفسه، توالت ردود الفعل العالمية على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عملية عسكرية ” في أوكرانيا، حيث أدى ذلك إلى فرض العقوبات الاقتصادية والتنديدات السياسية، ضد روسيا.
وقبل عدة أشهر، عندما كان قطاع غزة يتعرّض للقصف، كان الرئيس الأوكراني يتضامن مع الاحتلال الإسرائيلي، وينسى الجرائم البشعة في غزة، وكذلك فعل المجتمع الدولي على رأسه الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
يُعد هذا، تضامنًا كاذبًا وبشعًا، يكشف عن الوجه المزدوج للمجتمع الدولي، الذي يدعم الاحتلال ويصفق له بجرائمه ضد المدنيين في غزة، بينما يرفض ويندد به، عندما يكون ضد دولةٍ حليفة، من إحدى دول أوروبا.