فضحت الزيارة السنوية التي يؤديها اليهود لمعبد “الغريبة” بالجنوب التونسي، رئيس تونس قيس سعيد، الذي نادى برفض التطبيع، مؤكدًا أنه “خيانةٌ عظمى”، فقد اتهم حقوقيون وأحزاب، السلطات بالسماح لشخصيات إسرائيلية متطرفة وأخرى داعمة لها بالحضور تحت غطاء ديني.
وفجّرت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن -خلال حضورها فعاليات هذه التظاهرة- الجدل بعد نشر حساب الرئاسة صورة لها برفقة أحد الشخصيات الدينية الفرنسية من أصول تونسية، ويدعى حسن شلغومي الذي يجاهر بدعمه الجيش الإسرائيلي، ويوصف “بعرّاب التطبيع”، لتضطر الحكومة لحذفها بعد ذلك.
بؤرة اختراق
واستنكر الأمين العام لحزب التيار الشعبي زهير حمدي ما قال إنه “تحول معبد اليهود بالغريبة التونسية إلى بؤرة للاختراق الإسرائيلي وللمطبعين” تحت ذريعة أداء طقوس دينية يهودية.
وشدد حمدي على وجود بون شاسع بين السماح لليهود التونسيين بممارسة شعائرهم الدينية، واستقدام مجاميع صهيونية وشخصيات تجاهر بدعمها الجيش الإسرائيلي.
وفي الوقت ذاته، وصف أمين عام التيار الشعبي اتهامات بعض الشخصيات السياسية المعارضة لرئيس الجمهورية بالنزوع نحو التطبيع والتخلي عن شعاراته السابقة؛ بأنها محاولات للركوب على الحدث وتسجيل نقاط سياسية.
وذكر حمدي أن تلك الأحزاب نفسها رفضت سابقا تمرير مشروع “تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني” في البرلمان، مشددا على أن تونس تتعرض اليوم لعملية ابتزاز شديدة من قوى خارجية ومن “التجمع” (اللوبي) الصهيوني في العالم تدفعها نحو التطبيع، وتقايضها بأمنها الغذائي والاقتصادي.
وكان حزب التيار الشعبي كشف -في بيان رسمي- عن تحوّل زيارة اليهود لكنيس الغريبة إلى “مناسبة سنوية لتعميق التطبيع مع كيان العدوّ وفرصة لدخول أخطر عناصره الإرهابية”، وفق وصفه، وجدد الحزب في البيان ذاته تمسكه بقانون يُجرّم التطبيع مع إسرائيل لحماية الأمن القومي.
ومنذ سنوات، تحاول جمعيات وأحزاب تونسية مناهضة للتطبيع الضغط على السلطات، ودفعها نحو قانون يجرم التطبيع، وسط مخاوف من التحاق تونس بركب دول مجاورة أعلنت التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل.