“شيوخ السلطة“.. مهنة مستحدثة أتاحتها الأنظمة القمعية في نظر شعوبها، قامت على إيجاد نخبة دينية بديلة للنخبة السياسية التي كانت سائدة وملّ منها الناس، جاءت الآن لتهدف إلى الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
أحد أحدث المنضمين إلى قائمة شيوخ السلطان، هو وزير الأوقاف الأردني السابق محمد نوح القضاة شيخ السلطة، ليس في الأردن، لكن تم انتدابه للإمارات.
القضاة ولد بالأردن في 8 يونيو 1969، ويُوصف بأنه داعية ومفكر إسلامي، وتقلد مناصب مهمة تولي وزارتي الأوقاف، والشباب، وعضوية المجلس النيابي، قبل أن يركز على العمل الإعلامي وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
“القضاة” بات يوصف بأنه أحد شيوخ التطبيع الجدد، فمهمته الترويج لسياسات النظام الإماراتي وتبريرها، يحض على التقارب مع الاحتلال الصهيوني، يروج للديانة الإبراهيمية.
ظهر القضاة مرتديا كندورة إماراتية، في مقابلة مع قناة “الرياضية”، وأخذ يكيل المديح للرئيس الإماراتي محمد بن زايد ـ صاحب السجل الحقوقي السيء ـ، وزعم أنه يرسخ للعدالة ويتعامل مع الدولة كأنها بيت يسعى صاحبه أن يجعله مزينا ومهذبا.
وأضاف متغنيا في بمحمد بن زايد أو مغنيا له: “تسلم الراية فارس جديد من حيث رئاسته قديم من حيث قيادته، واضح الرؤية، قويّ البصيرة نسأل الله أن يلهمه، ما فيه الخير في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يعينه على ما وكل إليه”.
محمد نوح كان عنوانا لفضيحة مدوية، وذلك بعد انتشار صور تفضح مشاركته في خطبة للحاخام اليهودي إيلي عبادي في مسجد الشيخ زايد الكبير.
مشاركة القضاة أثارت غضبا عارما، فحاول تبريرها بالقول إنّه شارك في يوم زايد للعمل الإنساني بمسجد الشيخ زايد الكبير أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
محمد نوح القضاة الذي اتهم بالترويج للتطبيع تجاهل في بيان أصدره مؤخرا، الرد على هذا الاتهام. بل زاد على ذلك بالقول إنه لم يكن بالمسجد ما يسيء للعقائد أو القيم أو الثوابت، زاعما أن ذلك لا يسيء لــ”المرابطين الصامدين”، متجاهلًا الحديث عن الظلم والطغيان الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال.