كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن توجّه لتأسيس حلف عسكري شرق أوسطي، يضم دولًا عربية عدة وقد يشارك فيه الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهر أحدث دعم صريح لهذا المشروع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي قال: “سأكون من أوائل المؤيدين لتحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف الناتو، ولكن مرتبط بسائر العالم”. وأضاف أن هذا التحالف “يجب أن يكون واضحًا ودوره محددًا جيدًا، وبغير ذلك سيربك الجميع”.
“دور إسرائيلي متقدم”
هي إذًا نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو الذي تعمل بعض دول المنطقة عليه بنشاط، وتعد 6 دول عربية حاليًا حليفة للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو.
إلى ذلك، تظهر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أن تل أبيب ستلعب دورًا متقدمًا في هذا التحالف. فقد أعلن وزير الحرب بيني غانتس قبل أيام بناء “إسرائيل”، تحالفًا دفاعيًا جويًا إقليميًا برعاية الولايات المتحدة. وكشفت وسائل إعلام أميركية عن نشر إسرائيل منظومات رادار في الإمارات والبحرين.
ويتزامن الحديث عن ناتو شرق أوسطي مع تصاعد التوتر بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران وغموض يحيط بمصير الاتفاق النووي، وجولات مكوكية لعدة قادة عرب؛ آخرها جولة ولي العهد السعودي التي قادته بداية إلى مصر والأردن، قبل أن يطير ملك الأردن في اليوم التالي إلى أبو ظبي لمناقشة المستجدات الإقليمية وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
بدورها الولايات المتحدة التي طلبت منها إسرائيل قيادة هذا التحالف، دخل مشرعوها على خط تقنينه والإعلان عنه رسميًا، فقد قدّم مشرّعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون يمنح البنتاغون مهلة 80 يومًا لتقديم إستراتيجية لدمج الدفاعات الجوية لتسع دول عربية؛ هي دول مجلس التعاون الست إضافة إلى العراق والأردن ومصر مع إسرائيل.
وتستبق تصريحات وتحركات زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرياض، حيث يشارك في قمة تجمع قادة الدول التسع التي طالب الكونغرس بدمج دفاعاتها الجوية مع إسرائيل لمواجهة ما يصفها بالتهديدات الإيرانية.
تعقيبًا على ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبدالله الشايجي، بأن من يراهن على أن “إسرائيل” مستعدة لأن تدافع عن أمن هذه الدول العربية فهو مخطئ بشكل كبير، إذ لا تهتم إسرائيل سوى بأمنها فقط.
من جانبه، يلفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر حسن البراري إلى أن فكرة إنشاء تحالف إسرائيلي عربي مقابل عدو خارجي ليست جديدة، متحدثًا عن تقاطع بين دول خليجية رئيسية مع الاحتلال الإسرائيلي، في ما يتعلق بالخطر الإيراني، مذكرًا بأن “إسرائيل”، تنظر إلى إيران على أنها تشكل تهديدًا لمصالحها في المنطقة.
ويلفت إلى أن العقبة الأساسية التي تقف أمام هذا التحالف، هي أن الدول العربية التي ستنضوي تحت لوائه ترى مصادر التهديد بشكل مختلف.