أحياء القدسرئيسيصامدونضد التطبيع

ليان “فراشة المسرح”.. هتفت للقدس وقُتلت باتفاقات المطبعين!

صِغر سنها وبراءتها لم تحولان دون بوح الطفلة الشهيدة ليان الشاعر (10 أعوام) بشوقها للقدس عبر أناشيدها ومشاركتها في أحد المراكز التربوية حتى استشهدت متأثرة بجراحها اليوم بعد إصابتها بجراحٍ حرجة خلال التصعيد الأخير على قطاع غزة.
وكانت “ليان” أُصيبت في رأسها مع أربعة من أفراد أسرتها إثر قصف مجموعة من المواطنين مساء الجمعة الماضية أثناء ذهابها للتنزه على شاطئ بحر خان يونس.
يُشار إلى أن الطفلة نُقلت للعلاج بمستشفى المقاصد في القدس قبل يومين في حالة موت سريري، نتيجة تعرضها لإصابة في الرأس، حيث اخترقت الشظايا دماغها.
“فراشة المسرح” اسمٌ أطلقه مركز “نُوّار” التربوي الذي تتدرب فيه على الدبكة الشعبية والأناشيد؛ ما جعلها تستحق ذاك اللقب بجانب تميزها في تلك الأنشطة.
إلا أن حالةَ من الوُجوم أصابت صديقات ومدربات الشهيدة بعد نبأ استشهادها× فملك الإمام صديقة “ليان” على خشبة المسرح تقول لمراسل “صفا”: “منذ خمس سنوات نتدرب سويةً ونتشارك في التدريب ولعب كرة السلة والشطرنج (..) فبيننا ذكريات جميلة كانت مبدعة في كل شيء وطموحها أن تصبح ماهرة في الدبكة؛ والآن صُدمت باستشهادها؛ فهي بالنسبة لي حبيبتي ورفيقتي ومتعلقين في بعض؛ لن أنساها..”.
ولا تختلف مشاعر منّة برهم التي بكت وهي تحتضن جثمان رفيقتها منذ سنوات وتتعلقان ببعضهما فتقول: “بحبها جدًا واستحقت أن تكوني صديقتي؛ فأنا اليوم حزينة جدًا لستُ أصدق أنها ستذهب ولن تعود؛ كنا نعلب في بيتنا كل يوم”.
أما مدير المركز التروبي نجوى الفرا فتقول: “فقدنا اليوم طفلة مبدعة مميزة مشاركة في جميع الأنشطة الفنية والتربوية والرسم والدبكة حتى استحقت لقب (فراشة المسرح) وشاركت في الأغاني التي تنادي بتحرير القدس حتى استشهدت فيها(..)؛ قتلوا حُلم طفلة بريئة طموحة تحب الحياة وتشدوا الحرية”.
فيما سردّت هويدا الشاعر؛ جدة الطفلة “ليان” تفاصيل حادثة إصابتها قبل أن ترتقي قائلة: “كنا ذاهبين عصرًا إلى البحر بناءً على إلحاح ليان وشقيقاتها وكنا أكثر من 15 شخصًا؛ وبشكل مفاجئ حدث انفجار وبدأ الأطفال والنساء يصرخون، فيما أصيب الأطفال بشكلٍ مباشر فأسرعنا بهم إلى المستشفى”.
وتضيف الجدة: ” كان المشهد مؤلمًا؛ فما ذنب هؤلاء الأطفال حرام.. حرام.. كنا ذاهبين للبحر المتنفس الوحيد للأطفال إلا أن رحلتنا تحولت إلى رواية حزينة”.
وتساءلت: “لماذا يحصل هذا مع شعبنا والكل يقف مُتفرجًا دون تحريك ساكن؟ ماذا لو كانت ليان إسرائيلية أو أوروبية؟! ماذا ينتظر العالم أمام تلك الجرائم؟! هل يريدون مزيداً من القتل؟!”..
واستشهد 48 فلسطينيًا وأصيب المئات، فيما دمرت عشرات الوحدات السكنية في عدوانٍ مفاجئ بدأه الاحتلال بقصف شقة سكنية مساء الجمعة الماضية، حيث استشهد فيها مسؤول سرايا القدس تيسير الجعبري، فيما ارتقى عدد أخر في غارات جوية متزامنة بينهم الطفلة “ليان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى