دخلت علاقات التطبيع المخزي بين النظام الملكي المغربي والاحتلال الإسرائيلي طورا جديدا هذا الأسبوع في ظل تسارع الأحداث والتطورات التي تجمع الطرفين مما يعطي إشارات قوية عن مساعي حكام المغرب في إرساء علاقات استراتيجية مع الاحتلال على شاكلة ما أقدمت عليه الإمارات عرابة التطبيع في المنطقة العربية.
1/ افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”إسرائيل” في المغرب
افتتح الاحتلال الإسرائيلي الخميس مكتبا تمثيليا له في العاصمة المغربية الرباط.
وحضر حفل الافتتاح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ومن الجانب المغربي محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.ووصف وزير خارجية الاحتلال الافتتاح بالحدث التاريخي في علاقات الطرفين .
2/ زيارة تاريخية لوزير خارجية الاحتلال إلى المغرب
تزامن افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”إسرائيل” في المغرب مع تصاعد وتيرة التطبيع الدبلوماسي بين الرباط وتل أبيب من خلال الزيارة التاريخية التي أداها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب واستمرت ليومين.
وتُعد زيارة لائيد “تاريخية” بصفته أول وزير خارجية إسرائيلي تُدنس قدماه أرض المغرب منذ إعلان التطبيع بين الطرفين واستئناف العلاقات التي جمدت من قبل المغاربة عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
3/ تهليل مغربي واتفاقيات موقعة مع الاحتلال
في وقت صعّدت فيه حكومة نفتالي بينيت انتهاكاتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية, لقي وزير خارجية ذات الحكومة ترحيبا واسعا من قبل المسؤولين المغاربة الذين أثنوا على متانة العلاقات التي أصبحت تربط بلادهم بالاحتلال الإسرائيلي وأفق التعاون الكبير بينهما مستقبلا.
وفي هذا الصدد وقع الوزير الإسرائيلي اتفاقيات عدة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في قطاعات الطيران والشباب والرياضة والمشاورات السياسية خلال لقاء جمعهما بالرباط.
4/ المغرب تسير نحو إرساء علاقات استراتيجية مع “إسرائيل”
تظهر الوقائع المتتالية منذ توقيع التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية أن المغرب حسم أمره بإقامة علاقات استراتيجية مع الإسرائيليين وإن كان ذلك على حساب فلسطين المحتلة والمنطقة العربية خصوصا شمال أفريقيا.
إذ قرر الطرفان رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى تطبيع كامل يشمل تبادل السفارات.
كما شهدت العلاقات بين الرباط وتل أبيب تطورا لافتا على المستوى الأمني والعسكري، حيث أبرم الطرفان صفقة بيع أسلحة تم بمقتضاها بيع 3 طائرات عسكرية مسيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للمغرب بوساطة فرنسية.
هذا ومكّن الإسرائيليون النظام المغربي من برنامج التجسس “بيغاسوس” ما ساعده على تعقب معارضي النظام في الداخل والخارج.
5/ المغرب يتخلى عن دوره في دعم فلسطين
وفي سبيل إنجاح التطبيع المخزي مع الاحتلال وجعله ذو بعد استراتيجي, اكتفى النظام الملكي المغربي بمواقف لينة أقرب إلى إلى التواطؤ في الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة والاقتحامات العنصرية المتكررة للمسجد الأقصى.
كما عمل النظام الملكي المغربي على قمع الأصوات المنددة بالتطبيع في سبيل إرضاء الاحتلال الإسرائيلي.