انطلقت اليوم الأحد، أولى الرحلات السياحية المباشرة من الاحتلال الإسرائيلي إلى المغرب، حيث بدأت شركتا الطيران الإسرائيليتان “العال” و”يسرا إير” أولى الرحلات السياحية، في خطوة للربط مباشرة بين تل أبيب ومراكش والدار البيضاء، وسط تأكيدات بأن شركة ثالثة وهي شركة “أركيا” الإسرائيلية ستلتحق بتنظيم رحلات إضافية إلى المغرب في الرابع من أغسطس/ آب المقبل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرحلة الأولى التابعة لشركة “يسرائير” أقلعت في الساعة 08:15 مع حوالى مائة مسافر، ومن بينهم أيضاً صاحب الشركة رامي ليفي الذي سافر مع زوجته وأصدقائه، فيما أقلعت طائرة شركة العال في الساعة 11:20 في احتفال رسمي افتتح فيه وزير السياحة يوئيل رزبوزوف خط الرحلات.
قريبا.. 38 ألف سائح إسرائيلي في المغرب
وانطلقت الرحلات بعد إعلان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، أنه سيزور المغرب نهاية يوليو/ تموز الجاري، قائلا: “هذه مناسبة تاريخية”.
بينما أكد أن نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أنه سيرد الزيارة لافتتاح بعثة دبلوماسية في إسرائيل.
وتهدف هذه الرحلات التي ستربط مباشرة بين تل أبيب ومراكش والدار البيضاء إلى جلب 38 ألف سائح إسرائيلي إلى المغرب مقابل استقطاب 12 ألف سائح مغربي نحو الأراضي المحتلة مع موفى العام 2021.
التدفق السياحي.. مخططات ازدواجية
ويتطلع كل من الاحتلال الإسرائيلي والنظام المغربي لدفع التطبيع السياحي بين الجانبين، إذ وضعت وزارة السياحة الإسرائيلية منذ أشهر، خطة لاستقطاب السياح المسلمين من الدول المطبعة وخاصة الإمارات والبحرين والمغرب. وعكفت على إعداد دراسة كاملة لفهم طبيعة السائح المسلم وتلبية طلباته. كما شنت الدعاية الإسرائيلية حملات لاستمالة السياح المسلمين عبر تقديم مغالطات لتلميع صورة الاحتلال والتغطية على إرهابه في فلسطين واستهدافه للأقصى والمقدسات الإسلامية، ولكن العدوان الأخير على القدس وغزة أفسد هذه الخطّة.
من جانبها، أعلنت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح علوي بعد توقيع اتفاقية التطبيع، توقعها بأن يزور المغرب 200 ألف سائح إسرائيلي في العام 2021.
وصرحت للإعلام الإسرائيلي بأن “عدد السياح الإسرائيليين الذين سيزورون المغرب سيتضاعف من 50 ألفا إلى 200 ألف بعد إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي.
ويراهن المغرب على الإسرائيليين من أصول مغربية والذين يقدر عددهم بنحو مليون إسرائيلي.
والأسبوع الماضي، وقّع الرئيس المؤسس لجمعية الصداقة الإسرائيلية المغربية سيمون حاييم سكيرا، ورئيسة المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات سهام رضا اتفاقية شراكة، يتعهد بموجبه المجلس الإقليمي باستقبال وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين والصحافة الإسرائيليين.
رفض مغربي للتطبيع السياحي.. حملة “لا مرحبا بالصهاينة في بلدي”
واستباقا لانطلاق رحلات التطبيع السياحي بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، أطلقت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” حملة ميدانية ورقمية على شبكات التواصل، تحت شعار “لا أهلا ولا سهلا بالصهاينة مجرمي الحرب في بلادنا” استنكارا لما أسمته “الغزو السياحي الصهيوني” المرتقب للمغرب خلال صائفة هذا العام.
وقالت الجبهة في بيان لها، إن الحملة التي تنطلق ابتداء من 24 إلى 30 يوليو الجاري، تحت هاشتاغ “#لا مرحبا بالصهاينة في بلدي”، تأتي للتأكيد على رفض كل أشكال التطبيع مع الإسرائيليين.
ودعت الجبهة كافة المغاربة إلى الانخراط في الحملة والتجاوب معها و”عدم تصديق الرواية الرسمية حول الأصول المغربية للمجرمين المعنيين فقد تحولوا إلى مجرمي حرب”، وفق ما جاء في البيان.
يذكر أن المغرب قد أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد اتفاق ثلاثي مغربي إسرائيلي أمريكي في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو منذ عام 1976.
