تفاقمت حدة التوترات بين الجارتين الجزائر والمغرب منذ أن أعلنت الرباط عن توقيعها للتطبيع المخزي مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية الإدارة الأمريكية السابقة .
وعمّق التطبيع المخزي من حجم الأزمة التي تشوب علاقات البلدين في السنوات الفارطة ،حيث تعتبر السلطات الجزائرية أن المغرب بصدد الاعتماد على الإسرائيليين للإضرار بمصالحها الاستراتيجية.
1/ المغرب تهدد وحدة الجزائر الترابية
دخلت العلاقات الجزائرية المغربية فصلا جديدا من التوتر بعد أن أقدم سفير المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال على توزيع مذكرة على دول عدم الانحياز تدعم حركة استقلال منطقة القبائل التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها، في الوقت الذي تصنفها في الجزائر تنظيماً إرهابيا.
وتعتبر الجزائر الخطوة المغربية تهديدا جدّيا لوحدة أراضيها واستقرارها السياسي والأمني وخروجا عن الأعراف الديبلوماسية, الأمر الذي دفع بها إلى استدعاء سفيرها في الرباط للتشاور ومحذرة من اتخاذها خطوات أخرى للرد على الممارسات المغربية.
2/ المغرب تستقوى بالتطبيع للإضرار بالجزائر
ويجمع الرأي العام الجزائري والسلطة الحاكمة بالبلاد على أن الخطوة التصعيدية المغربية تتنزل في سياق استقواء الرباط باتفاق التطبيع المخزي مع الإسرائيليين لتحقيق جملة من المكاسب السياسية والدبلوماسية في صراعها مع الجزائر.
ويحاول النظام الملكي المغربي توظيف الدعم الإسرائيلي له داخل دوائر النفوذ العالمية، مقابل إقامتها علاقات رسمية مع تل أبيب من أجل مزيد خنق الجزائر والإضرار بمصالحها.
خصوصا بعد رفضها موجة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي وإعلانها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
3/ بيغاسوس” هدية “إسرائيل” للمغرب في صراعها مع الجزائر
يبدي الاحتلال الإسرائيلي امتعاضه الشديد من المواقف الجزائرية المساندة للفلسطينيين والرافضة لمنهج عدد من الدول العربية في إقامة علاقات رسمية معه.
ووجد الإسرائلييون ضالتهم في النظام المغربي المطبع للضغط على الجزائر وتهديد استقرارها.
وفي هذا السياق مكنت تل أبيب الرباط من برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي طورته شركة إسرائيلية ليساعدها في صراعها مع الجزائر,فقد أعربت الخارجية الجزائرية عن قلقها العميق ونددت في بيان بقيام سلطات بعض الدول،وعلى وجه الخصوص المملكة المغربية، باستخدام واسع النطاق لبرنامج التجسس بيغاسوس ضد مسؤولين ومواطنين جزائريين.
4/ التطبيع المغربي يضع الاحتلال على حدود الجزائر
فاقم التطبيع المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي من حدة المخاطر الأمنية التي تتهد الجزائر حيث باتت المغرب منصة للتجسس الإسرائيلي على الجزائر خصوصا في ظل التعاون الأمني المتقدم بين تل أبيب والرباط واستغلال الإسرائيليين لورقة التطبيع الأمني من أجل تحقيق اختراق استخباراتي للجزائر.