منذ أن باتت رابع نظام عربي ينضم إلى مستنقع التطبيع المخزي الذي اجتاح المنطقة أواخر العام 2020 برعاية أمريكية، برهن النظام الملكي المغربي أن رهانه منحصر على جعل العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ذات بعد استراتيجي من خلال العديد من المواقف والاتفاقات في عديد المجالات التي أضرت بشكل أو بآخر بالحقوق الفلسطينية.
1/ زيارة تاريخية لوزير خارجية الاحتلال إلى المغرب
دخلت علاقات التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي صفحة جديدة من خلال الزيارة التاريخية التي يؤديها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب.
وتعد زيارة لابيد الأولى من نوعها على المستوى الرسمي منذ إعلان توقيع التطبيع بين الطرفين نهاية العام الماضي.
ويزور قائد دبلوماسية الاحتلال الرباط رفقة وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية رام بن براك حيث من المقرر أن يدشن لابيد الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط وأن يجري محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة.
كما يتوقع أن يزور المسؤول الإسرائيلي كنيس بيت إيل في الدار البيضاء في زيارته التي تستمر يومين.
2/ المغرب يستفيد من برنامج “بيغاسوس” التجسّسي
أظهرت الأشهر الماضية التي تلت التطبيع بين الرباط وتل أبيب عمق العلاقات التي تجمع الطرفين خصوصا على الصعيد الأمني والعسكري.
فعلاوة على تحصل المغرب على 3 طائرات استطلاع مسيرة من الاحتلال الإسرائيلي في صفقة مخزية تمت عبر وسيط فرنسي.
باع الإسرائيليون للنظام المغربي برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع للشركة الإسرائيلية للتكنولوجيا “آن سي أو” ما سمح للأجهزة المغربية بتعقب المعارضين لسياسات نظام الحكم في المغرب.
بمن في ذلك على الصحفي الاستقصائي المغربي عمر راضي وعدد من المسؤولين الدوليين على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
3/ التطبيع يعجل باختراقات إسرائيلية للمغرب
رغم مسارعة المغرب إلى القبول بالتطبيع وعقد جملة من الاتفاقات المشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي في عديد المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية ..
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ما ينفك يتلاعب بمصالح شريكه العربي في التطبيع سواء من خلال التجسس على الملك المغربي وعائلته عبر برنامج بيغاسوس.
وكذلك من خلال توظيف عدد التطبيع الثقافي والسياحي لنشر الثقافة التهويدية داحل المغرب واختراق الوعي الشعبي المغربي الرافض للتطبيع، من خلال دفعه للقبول تدريجيا بإمكانية التعايش مع المحتل الإسرائيلي المتورط في الدم الفلسطيني وانتهاك مقدسات العرب والمسلمين.
4/ المغرب يخذل الفلسطينيين
قايض النظام الملكي المطبع قضية الصحراء المغربية بالحق الفلسطيني لأجل توقيع التطبيع المخزي.
بيد أن الخذلان المغربي للفلسطينيين لم يتوقف عند هذا الحد, إذ ظهر الموقف المغربي إبان العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة في حق القدس والمسجد الأقصى، حين خيّر الماسكون بمقاليد الحكم في الرباط الحفاظ على مصالحهم مع الإسرائيليين على الدخول في خلاف يكون سببه شرف الانتصار لفلسطين وشعبها.