استقبل الفلسطينيون والعالم العربي، شهر رمضان المُبارك وسط لقاءاتٍ تطبيعية مكثفة، مُخزية ومُذلة، يجري التسابق إليها من حولهم، ليُتركوا وحدهم، في ظل ما يقوم به الاحتلال من إجرامٍ مُمنهج ووحشي ضدهم.
فمع أوّل أيام شهر رمضان، اغتال الاحتلال ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين، بعد يوميْن من اغتيال ثلاثة آخرين في بيت لحم وجنين أيضًا، حيث تزامن هذه الجرائم مع اللقاء التطبيعي الذي أجراه ملك الأردن عبد الله الثاني مع رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وليس هذا اللقاء الوحيد في ذلك الأسبوع، فقد توّج الأسبوع الماضي، والأخير من شهر شعبان، بقمة النقب التطبيعيّة، التي ضمّت الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.
فقد جمع اللاء أصحاب القرار بالمنطقة لطمأنة الاحتلال الإسرائيلي بمباركة أمريكية، أن القادم لن يمس بمستقبل الكيان وسيطرته على المنطقة، إنما سيكون في صالحه، من خلال أصدقائه العرب.
هذا وكشفت مصادر أنّ وفداً حكومياً أمنياً من حكومة الاحتلال، زار القاهرة أخيراً، والتقى مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، من القائمين على ملفي العلاقات مع حكومة الاحتلال وفلسطين.
ليس ذلك فحسب، فقد وقّع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري، تشمل عقد لجنة عسكرية مشتركة للتوقيع على خطة عمل ثنائية.
وبعد أيامٍ من هذه اللقاءات، جاء شهر رمضان، الذي لم يُعطي له المطبعون حرمةً ولا احترامًا، إنما زادوا وأوغلوا في التطبيع واللقاءات الإجرامية مع الاحتلال، فهم يجرمون بحق فلسطين والأمة العربية والأمة الإسلامية.
كما يُجرمون وينتهكون حرمات المسجد الأقصى والمقدسات في القدس المحتلة، تلك التي انتهكها الاحتلال وهاجمها في مايو 2021، فلم تردع هذه الجرائم المطبّعين، إنما مع اقتراب ذكراها، جعلتهم يطبّعون أكثر ويزيدون من خزيهم.