ضجة كبيرة وتساؤلات محيِّرة أحدثها إقدام “مكتب وساطة” في مدينة الدار البيضاء، على تسجيل شباب مغاربة، مُدَّعيا أنه سيوفر لهم فرص عمل في إسرائيل، قبل أن تقوم السلطات الأمنية المغربية بإغلاق مكتب الوساطة المزعوم، واقتياد الواقفين عليه من أجل التحقيق معهم.
“إسرائيل” تنفي علاقتها
مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وبعد اطلاعه على تقارير صحافية محلية وثُّقت إقبال عمال وحرفيين مغاربة من أجل وضع ملفاتهم ووثائقهم، سارع إلى إصدار توضيح في الموضوع، نافيا أية علاقة تجمعه بمكتب الوساطة الذي يوفر فرص عمل في إسرائيل، أو أي مكتب آخر يدعي إصدار تأشيرات عمل لإسرائيل.
بداية القضية تعود إلى رسالة مُعمَّمة على موقع التراسل الفوري “واتساب” تتحدث فيه فتاة مغربية عن الموضوع بإسهاب، موضحة طبيعة الحرف المرغوب فيها كالبنائين والصبّاغين والممرضين والسائقين، بتعويضات مالية شهرية تصل إلى 25 ألف درهم (حوالى 2400 دولار أمريكي).
بعد انتشار الرسالة المذكورة، بدأ شباب مغاربة في وضع ملفاتهم في عنوان مكتب في مدينة الدار البيضاء، وبدأ الخبر بالانتشار كالنار في الهشيم من أجل التوجه نحو مكتب الوساطة المزعوم، الذي أكد أنه يتكفل بعد قبول الملفات، بدفع ثمن تذكرة الطيران ذهابا وإيابا، إلى جانب توفير شقة مستأجرة مع دفع ثمنها من طرف صاحب العمل لمدة شهر واحد خلال الفترة التجريبية.
لا مشكلة في “إسرائيل”
خلال حديثهم إلى وسائل إعلامية محلية، أكد عدد من المواطنين المغاربة رغبتهم في السفر إلى إسرائيل، وقال أحدهم” لا مشكل لدي في السفر إلى إسرائيل والاشتغال هناك، أرغب بتحسين وضعيتي الاجتماعية والمالية، وصراحة الأجر الشهري مشجع”.
وأكد أحد الراغبين في السفر قائلا: “سمعنا أن إسرائيل راغبة في استقدام مغاربة خاصة منهم العاملين بقطاع البناء وبفن الزَّليج (الفسيفساء) والجبس والرخام، أمتهن هذه الحرفة منذ عقدين من الزمان وبها أعول أسرتي المكونة من 3 أطفال، ولو كانت الظروف جيدة لما فكرت في ترك بلادي وأسرتي، لكن الأهم أن أكسب المال”.
استهجانٌ كبير
وإذا كان عمال وحرفيون مغاربة تحمسوا للفكرة وأبدوا رغبتهم في السفر والعمل في إسرائيل، فإن مواطنين مغاربة كثيرين أعربوا عن استهجانهم للخطوة ورفضهم لها، وذهب بعضهم إلى اعتبارها “جسَّ نبض”.
وكتب محمد. ل تعليقا على الخبر “في يوم من الأيام سيقولون إن المغاربة هم من ساهموا في بناء دولة لا أساس لها، فكيف يسمح لك ضميرك بأن تعمل في بلد محتل وعلى أرض محتلة من الصهاينة الذين كانوا يشتغلون ويعملون لدى المغاربة؟” وفق تعبيره.
وتساءل خالد ” ليس العيب في طلب إسرائيل يدا عاملة، ولكن العيب في اليد العاملة التي قبلت العمل، فبهذا سيساعدون في بناء مستوطنات على حساب فلسطين وهذا لا يجوز”، فيما كتبت خديجة متسائلة ” هل سيسمح للمغاربة الذين سيذهبون للعمل والعيش في إسرائيل بحرّية ممارسة شعائرهم الدينية الإسلامية؟ هل ستكون لهم الجرأة لأداء الصلوات الخمس دون أدنى مشاكل؟”.
وكتب أمين معلقا “قطران المغرب ولا عسل إسرائيل”، فيما قال يوسف “بعد أن كان المغاربة يتوافدون على الأرض المقدسة لتحريرها وكان لهم حي كبير وباب كبير باسمهم، أصبحنا نلهث للعمل لدى الصهاينة الغاصبين لهذه الأرض الطاهرة”.