تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، عن العناصر التي يعتقد أنها تجلب السلام أو التطبيع، بما يضمن مستقبل “إسرائيل”.
وأوضح نتنياهو في مقاله بصحيفة “هآرتس” العبرية، أن والده “المؤرخ” بنتسيون نتنياهو، في الثلاثينيات وقبلها “كرس نفسه للمهمة الملحة التي تتمثل بإقامة دولة يهودية، واعتبر أنها أداة حيوية لضمان وجود اليهود، وسوية مع ذلك، شغله سؤال: كيف يمكن للدولة اليهودية بعد إقامتها أن تبقى وتزدهر؟”.
استسلام العرب
وزعم أن مقتل شقيقه “يوني”؛ وهو قائد دورية هيئة الأركان، في عملية الإنقاذ في “عنتيبي”، “غير بشكل كبير مسار حياتي، وموته جعلني أدخل إلى الحياة العامة، ولكن التأثير الأكثر أهمية على رؤيتي جاء من والدي؛ الذي تأثر عميقا من المقال المشهور لزئيف جابوتنسكي عام 1928، “الجدار الحديدي”، الذي كتب فيه بأن العرب سيسلمون بقيام الصهيونية فقط عندما تقوى الدولة اليهودية لدرجة أنهم سيفقدون أي أمل في القضاء عليها”.
وقال: “مقاربة والدي التي ورثتها قمت بتطويرها لـ”المثلث الحديدي”، وأصبحت تشكل بوصلة ترشدني في حياتي العامة، وهذه المقاربة، هي ذات صلة الآن أكثر من أي وقت مضى، فنحن في ذروة أزمة عالمية عميقة؛ الحرب في أوكرانيا وإيران تخطو نحو النووي وآفة العنف تتفشى”.
القوة الناعمة والقوة الصلبة
وتساءل نتنياهو المتهم حاليا بـ4 قضايا فساد: “كيف يمكن منع عودة الإنسانية إلى الظلام؟”، مضيفا: “هناك من يعتقد أن الإجابة تكمن في “القوة الناعمة”، أي أن قيم الثقافة والأخلاق والديمقراطية وحدها ستهزم قوى الشر، وأنا أؤمن بأن القوة الناعمة غير المدعومة بـ”قوة صلبة”؛ قوة عسكرية واقتصادية، عديمة القيمة”.
ويؤمن أن “مفتاح السلام والتقدم؛ هو الاندماج بين القوة الناعمة والقوة الصلبة والتصميم على الدفاع عن أنفسنا أمام الذين يهددون وجودنا، ومن هنا تنبع رؤيتي لتحقيق السلام الذي يختلف عن سلام النخبة في إسرائيل والغرب، فهي تؤمن أن السلام هو الذي يجلب القوة، وأنا أؤمن بأن القوة هي التي تجلب السلام”.
وأضاف: “القوة حيوية ليس فقط من أجل التوصل إلى سلام، بل من أجل أيضا الإبقاء عليه لفترة طويلة، ومن أجل تحقيق السلام والحفاظ عليه، هناك حاجة للحزم، لكن يجب أن يكون هذا دائما مصحوبا باستخدام حكيم للقوة”، موضحا أن شقيقه قال له ذات يوم: “القائد الجيد ينفذ المهمة بأقل قدر من الضحايا، والقائد السيء يضحي برجاله دون حاجة”، وهذه “الرؤية أثبتت نفسها خلال فترة وجودي كرئيس حكومة، ووجهتني في استخدام القوة وبناء قوة إسرائيل، التي أدت بدورها للتوقيع على 4 اتفاقات سلام (تطبيع) تاريخية مع دول عربية”.
المثلث الحديد للسلام
وأكد أنه كان على الدوام يتمسك برؤية “المثلث الحديدي للسلام”، التي بحسبها فقط اندماج القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية يمكن أن يضمن مستقبلنا ويؤدي لمصالحة (تطبيع) مع العالم العربي، زاعما أن “إسرائيل” في عهده أصبحت “قوة عالمية رائدة في المبادرات والابتكارات التكنولوجية، ونتيجة لهذه الإصلاحات، الناتج القومي الإجمالي الخام للفرد في إسرائيل يفوق الآن الناتج الإجمالي للفرد في بريطانيا وفرنسا واليابان ومؤخرا في ألمانيا”.
ولفت نتنياهو، إلى أن “القوة الاقتصادية والتكنولوجية مكنت إسرائيل من زيادة قوتها العسكرية ووفرت لها الطائرات القتالية والدبابات والغواصات والمسيرات، إضافة للقدرة في مجال الاستخبارات والسايبر”، معتبرا أن “اندماج القوة العسكرية والاقتصادية أدى إلى القوة السياسية، وإسرائيل الآن بعيدة عن كونها دولة “مجذومة”.
وذكر أن “التطبيق المتسق لـ”المثلث الحديدي للسلام”، هو الذي أدى إلى اختراقه مع العالم العربي”، موضحا أنه تمكن من إلغاء “الفيتو” الفلسطيني على التطبيع العربي مع تل أبيب، وعزل الرفض الفلسطيني، وشرع في التطبيع الذي لا يمر برم الله، وفي “نهاية المطاف يجعلهم يعترفون بالدولة القومية اليهودية، وهي الشرط لإنهاء النزاع معهم”.
وتابع: “تعزز قوة إسرائيل، أدى إلى أن الكثير من الزعماء العرب توقفوا عن رؤية إسرائيل كعدو، وبدأوا باستيعاب أنها حليفة حيوية ضد التهديد الإيراني”، بحسب زعمه.
وكشف أن “الخطاب في الكونغرس، قاد إلى لقاءات سرية في 2015 مع زعماء عرب، وهي المرحلة الأولى في الطريق إلى “اتفاقات إبراهيم” (التطبيع)، ومعلم مهم آخر من معالم الطريق؛ فتح سماء السعودية أمام رحلات الطيران الإسرائيلية، حتى قبل الاتفاقات”.
وفي مقاله، عبر نتنياهو عن فخره بتمكن جر 4 دول عربية للتطبيع مع تل أبيب هي؛ الإمارات، البحرين، المغرب والسودان، مشيرا إلى “السلام الدافئ” مع بعض تلك الدول “من موقع قوة”.
ورأى أنه “في حال استمر تطبيق “المثلث الحديدي” سنتمكن من التوصل إلى إنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي”.