صاحب الإعلان عن قرب إبرام اتفاق سلام بين “إسرائيل” والإمارات حملات دعائية وإعلامية ممنهجة تزعمتها لجان إلكترونية مؤدلجة في عدد من البلدان العربية تسعى لتبرير خطوة محمد بن زايد التي أصابت المهتمين بقضايا العروبة والقومية بالصدمة فيما وصفها آخرون بـ “الخيانة التي تستجلب العار”.
الحملات اتخذت من العمل لصالح القضية الفلسطينية ستارًا يخفي فظاعة هذا التطور اللافت للنظر في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، عازفة على أوتار حملة بن زايد لهم الفلسطينيين والسعي لتحقيق مصالحهم المهدرة منذ سنوات بسبب الخصومة المعلنة مع دولة الاحتلال.
الخطة استهدفت التخفيف من وقع ما حدث وتقليل مشاعر الاحتقان التي تصاعدت بسبب ما أقدمت عليه أبو ظبي تجاه القضية العربية الأم، والتي ربما تضع مسمسارًا جديدًا في نعشها السياسي على أقل تقدير، إذ أن الشارع العربي لاتزال يتشبث بمواقفه الرافضة لأي اعتراف بدولة الاحتلال قبل الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة.
إعلاميون وسياسيون من مختلف العواصم العربية نصًبوا أنفسهم دعاة سلام وإنسانية، مهللين ومكبرين بما أنجزه ولي عهد أبو ظبي، وتداعيات هذا التحرك الذي يرونه شهادة وفاة رسمية لخطة ترامب للسلام والمسماة إعلاميًا “صفقة القرن” عبر وقف قرار ضم أراضي من الضفة، وذلك رغم نفي رئيس حكومة الاحتلال، بنامين نتنياهو، تلك المزاعم، لافتًا إلى أن الاتفاق سيعلق القرار مؤقتًا ولن يلغيه.