يعقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين البحرينيين في المملكة، في أول زيارة رسمية لرئيس حكومة إسرائيلي للدولة الخليجية التّي تفتح لأوّل مرة أبوابها للمسؤول وحكومته عن سياسات العقاب الجماعي وجرائم التهجير والاستيطان والعنصرية، التي ما زالت ترتكب ضدّ الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وحيّ الشيخ جرّاح، ونابلس، وجنين، وغزَّة المحاصرة.
ويلتقي بينيت بملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك بولي العهد ورئيس مجلس الوزراء البحريني، سلمان بن حمد آل خليفة.
وسبق أن التقيا في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي عُقد في شهر نوفمبر الماضي بمدينة غلاسكو الإسكتلندية، حيث وجّه ولي العهد البحريني الدعوة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي القيام بأول زيارة رسمية إلى مملكة البحرين.
بينيت صاحب مقولة: “لا دولة فلسطينية ما دمت رئيس وزراء إسرائيل”
الغريب في الأمر هو أن تفتح البحرين أبوابها لمُجرم الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت، بعد مُدّة قصيرة فقط من تعهده بعدم التخلي عن موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية، قائلا “طالما أنا رئيس الحكومة فلن يكون هناك تطبيق لاتفاق أوسلو”.
وحينها قال بينيت “أنا من الجناح اليميني، ومواقفي لم تتغير، ما زلت أعارض إقامة دولة فلسطينية وأدافع عن دولتنا، ولن أسمح بمفاوضات سياسية على خط الدولة الفلسطينية، ولست مستعدا للقاء أي من قادة السلطة الفلسطينية”.
وأضاف “طالما أنا رئيس الوزراء فلن تكون هناك أوسلو”، في إشارة إلى اتفاقية أوسلو بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 1993، التي تتضمن إقرار إسرائيل بحق الفلسطينيين في إقامة حكم ذاتي.
الصّمود الفلسطيني يدين
أدانت حركة الصمود الفلسطيني، استقبال البحرين لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، مُعربة عن أسفها الشديد من هذه الخطوة.
واعتبرت الحركة أنّ هذه الزّيارات التي يقوم بها قادة الاحتلال للعواصم العربية والإسلامية، لن توفّر له شرعية مزعومة، ولن تغطّي على جرائمه وإرهابه وعنصريته، كما أنَّها لن تجلب الخير والأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها، التي ما زالت تعاني من هذا المشروع الاحتلال الاستعماري.
ودعت الشعب البحريني وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى استمرار رفضهم للتطبيع، والتنديد بكل المطبعين والمتحالفين مع الاحتلال.
أيّام بعد زيارة وزير الحرب الإسرائيلي
تأتي هذه الزّيارة بعد بضعة أيّام فقط من زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس والتي قُوبلت برفض قاطع من كل الشّرائح والمكوّنات البحرينيّة، التي اعتبرتها استفزازاً لمشاعر كل البحرينيين وتجاوزاً للخطوط الحمراء، خاصّة وأنها جاءت دون إعلان مُسبق بهدف تجنب الاحتجاجات والتظاهرات والرفض الشعبي للتطبيع.
فموقف شعب البحرين ثابت وحازم في رفض سلوك السلطة البحرينيّة ومشروعها غير الوطني، فأي اتفاقات أمنية أو عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي هي بلا شرعية ولا قيمة، ولا يحميها أي عقد قانوني، ومن يبرمها لا يملك أي مسوغ لذلك.
نظام الحكم في البحرين مأزوم، ولا يملك أي تفويض شعبي للقيام بمثل هذه الممارسات، وهو نظام معزول شعبياً في تطبيعه مع الاحتلال، فحجم الأزمة الدستورية السياسية بين شعب البحرين والمجموعة الحاكمة تتعمق وتتصاعد، فالشّعب البحريني الصّامد لن يتخلّى عن فلسطين وعن القضيّة الفلسطينية التي يعتبره أولويته، مهما طبّعت حكومته وخانت.