لا يفوّت الإعلامي اللبناني نديم قطيش، فرصة لتبرئة الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه بحق الفلسطينيين الذين يحمّلهم الصحافي المذكور مسؤولية موتهم و”استجرار” المعارك و”ضرب فرص السلام”، في تصريحات تحاكي تسارع وتيرة تطبيع دول عربية عديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.
مناسبة الحديث هذه المرّة هي إطلالة نديم قطيش، المعروف بأنه من فئة “المطبّلين” للسياسة السعودية – الإماراتية الرسمية، في برنامج “بالمختصر” الذي يُبثّ على قناة الأم بي سي، ودعا فيه للتطبيع السريع مع “إسرائيل”، ولا يبدو أن خطاب قطيش المتماهي مع روايات الاحتلال جاء صدفة، بل بات شبه مكرّس سواء في مقابلات قطيش الإعلامية أو في تغريداته.
وسارعت الصفحات الإعلامية التابعة للاحتلال الإسرائيلي إلى مشاركة مداخلته، باعتبار قطيش “صوت الحقيقة القاسية”.
وزعموا أنه “دائماً ما تكون الحقيقة قاسية، خاصة عندما تطالب وبصوت عربي يتمثل في الإعلامي اللبناني نديم قطيش بتوقف حركة الصمود الفلسطيني عن المتاجرة بالدماء الفلسطينية…”.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعو قطيش للتطبيع، فقد شارك العام الماضي في لقاءٍ إعلامي، خلال العدوان على قطاع غزة، قال خلاله إنّ حركة “الجهاد الإسلامي” و”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) “استجرتا” المعركة، مطالباً بـ”الكف عن المتاجرة بدماء غزة”.
اندفاع نديم قطيش نحو تلميع ساحة الاحتلال الإسرائيلي ليس استثنائياً، إذ يصبّ ضمن أجندة القنوات الإماراتية المعادية لجميع أنواع النضال ضد المحتل والانحياز بشكل فاضح لمن يدفع لهم أكثر.
وكان قطيش قد خرج في إبريل 2022، وقال: “سياسة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) الجائرة ضد الفلسطينيين ليست أولى أولوياتي، بل إن أولى أولوياتي هي ما يفعله نتنياهو مع إيران التي أعتبرها دولة تخريبية في المنطقة… وسياسته هذه تلقى قبولاً عربياً كبيراً برغم الخلافات الأخرى معه. السياسة لم تعد أبيض أو أسود”.