تطرّقت منصة “ملفات العرب المطبعين” في عددها الحالي، إلى من اعتبرته أحد أبرز عرّابي موجة التطبيع العربي الذي يعمل على دفع قاطرة تطبيع الدول العربية وحثها على ربط علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو رجل الأعمال اللبناني السويسري الشهير “عبد الله شاتيلا” الذي عمل منذ أكثر من سنة على تهيئة كل الظروف والأسباب لاستقطاب عدد من الدول العربية وإلحاقها بركب المطبعين، وكشفت المنصّة أنّ أبرز هذه الدول التي اشتغل عليها شاتيلا في الفترة الأخيرة هي تونس التي تمكن من عقد إتصالات ولقاءات بعدد هام من مسؤوليها.
واستغل “عبد الله شاتيلا” موجة وباء كورونا التي عانت من أثارها تونس خلال الصائفة الماضية من أجل التسلل إلى أركان الدولة التونسية ونسج علاقات مع مسؤولين تونسيين بارزين، وأهمهم علي مرابط وزير الصحة التونسية الذي قام بمنحه شهادة شكر، تقديرا واعترافا بمساهمته في دعم تونس لمحاربة وباء كوفيد 19 عبر منحها أكثر من مليون كمامة..
لكن الأمر المحير في المسألة والذي طرحته منصّة “ملفاتُ العرب المُطبّعين”، هو لماذا يساعد شاتيلا تونس في حين يتجاهل بلده الأم لبنان في الوقت الذي تعاني فيه من أزمات كبرى لا يمكن لأحد إنكارها؟ وماهو المقابل من دعمه لتونس؟ وما هي طبيعة العلاقة التي تربطه بوزير الصحة التونسي من أجل منحه شهادة تقدير رسمية في حين أن الأعراف الدبلوماسية في العالم تحتم على رؤساء الدول أو وزراء الخارجية القيام بهذه الأدوار؟
- من هو عبد الله شاتيلا؟
هو رجل أعمال سويسري من أصل لبناني ولد سنة 1974 في بيروت لعائلة مسيحية من صائغي المجوهرات، انتقل منذ طفولته لخارج لبنان بعد أن فرّت عائلته من أتون الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد أواخر السبعينات، لتجد نفسها تتنقل بين عدد من المدن والعواصم الأوروبية قبل أن تستقر في سويسرا، أين كبر شاتيلا وزاول تعليمه وحصل على إجازة في الأحجار الكريمة لكنه خير بعد ذلك التخصص و العمل في مجال العقارات الذي برع فيه، ما أهله في سن مبكرة لترأس الشركة العقارية م3 (m3 Real Estate) السويسرية التي أصبح المساهم الوحيد في أسمها.
- ما علاقة شاتيلا بإسرائيل؟
عرف “عبد الله شاتيلا” بعلاقاته الوطيدة مع الاحتلال الإسرائيلي ومساندته المطلقة لكل جرائم الاحتلال وهو ما تسبب في منعه من دخول وطنه لبنان، وذلك بعد قيامه بزيارات علنية متكررة إلى أراضي الاحتلال، وأخرها سنة 2019 التي حظي خلالها باستقبال حار من قبل الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلين بالقدس المحتلة وذلك تقديرا لدفاعه ودعمه ل”إسرائيل” وشعبها عقب شرائه مقتنيات تابعة للنظام النازي بقيمة فاقت 600 مليون يورو بهدف التبرع بها لمؤسسة ” كيرين هيسود” الإسرائيلية تخليدا لذكرى ضحايا ما يُدعى ب”الهولوكوست”.
كما حظي شاتيلا خلال ذات الزيارة بترحيب كبير من قبل عدد من المسؤولين والناشطين الإسرائيليين والحاخامات اليهود الذي خصوه بإستقبال احتفالي بهيج، عبر خلاله شاتيلا عن افتخاره واعتزازه بالعمل الذي قام به، معتبرا أن تبرعه يمثل عملا رمزيا في مواجهة معاداة السامية المتزايدة، على حد قوله. بعد التعرض لمسيرة شاتيلا المفعمة بتودده للاحتلال الإسرائيلي، مما يدل على مدى التقارب والارتباط الواضح مع المسؤولين الإسرائيليين، تساءلت المنصّة عن الأسباب والدوافع التي جعلت وزير الصحة في حكومة الرئيس التونسي قيس سعيد الذي رفع في السابق شعارات مناهضة للتطبيع وصل حد اعتبار ذلك “خيانة عظمى” لتقديم شهادة شكر رسمية ومختومة من قبل دولة الجمهورية التونسية إلى شخص معروف بعلاقاته بالاحتلال الإسرائيلي و متورط بشكل فج في دفع قاطرة التطبيع في العالم العربي؟